ثقافة الأطفال بين الحاضر والماضي
أطفال المسلمين بين الحاضروالماضي
مقارنة بين ما كنا عليه في الماضي وبين ما نحن عليه الآن، ندرك معنى المصيبة التي نحن فيها ونعيشها حالياً. في الماضي كان أطفال الصحابة يبكون عندما كان يمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج معه إلى الغزوات والفتوحات.
كان الأطفال في الدولة الأموية يبكون حينما يُمنعون من المشاركة بالفتوحات الإسلامية. كان الأطفال في الأندلس يبكون عندما يخطئ واحد منهم في إصابة الهدف بسهمه وكان الأطفال في الدولة العثمانية يبكون لأن آبائهم مشغولون بفتوحات ولا يتفرغون لهم لكي يعلمونه الفروسية واستخدام السلاح.
أما أطفال اليوم فيبكون لأن أباهم لم يجلب لهم لعبة أو هاتف يبكون مشهد عاطفي في مسلسل فاضح أو في مسلسل كرتوني عابر، بل الأدهى من ذلك أن الآباء يشركون أطفالهم في المسابقات الغنائية وإذا خسر طفلهم.
بكو ونحو وضربوا الجيوب ولطم الخدود. الله المستعان كأنه مصيبة وقعت على الأمة، أبنه ما فاز بمسابقة غنائية والأنكى من ذلك إن الطفل في أيامنا يبكي لأن فريقه ريال مدريد أو برشلونة خسر. ولا يذهب إلى المدرسة.
ويقيم حدادا في المنزل. ويعلق صورة اللاعب الفلاني وقميص اللاعب الفلاني في غرفة نومه. كان أطفال المسلمين في زمان العزة يحفظون القرآن ويتقنون استخدام اللغة العربية. كان الأطفال في زمانهم جبابرة. يعني الأطفال الصغار كانوا جبابرة فما بالكم بالكبار.
تطورحقوق الطفل رحلة من الماضي إلى الحاضر
تطور حقوق الطفل هو مسار مهم قدمته المجتمعات الدولية والجهود الدولية والوطنية على مر الزمان لضمان الحماية والرعاية الكافية للأطفال. لنلقِ نظرة على هذه الرحلة من الماضي إلى الحاضر:الماضي المبكر
إتفاقية حقوق الطفل
تطور في القوانين الوطنية
التركيز على الشمولية والمشاركة
التحديات الحالية
يشكل تطور حقوق الطفل رحلة استمرت لسنوات لتوفير حياة أفضل للأطفال في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى دعم مستمر لتعزيز حقوق الطفل وتحقيق رؤية أفضل لمستقبلهم.
تحولات في التربية والرعاية بين ماضٍ وحاضرالأطفال
في الماضي، كانت التربية والرعاية للأطفال قد تميل إلى الطابع التقليدي، حيث تكون رؤية الطفل كمرآة صغيرة للبالغين وتركيز على الطاعة والانضباط. وكانت الطفولة تعتبر فترة تمر فيها الأطفال بالمراحل الأولى من النمو لكنها لا تحظى بالاهتمام الكافي.
في الحاضر
بتقدم المجتمعات وتطور الفكر، تغيرت رؤية التربية والرعاية للأطفال. أصبحت تركز على تعزيز حقوق الطفل والاهتمام بتنمية شخصيته وقدراته وحمايته. يعتبر الطفل اليوم شخصًا يتمتع بالحقوق والقدرة على التعبير عن رأيه والمشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على حياته.
التغيرات في المعاملة والعناية
✅الاهتمام بالمساواة في الحاضر، يتم التركيز على ضمان المساواة بين الأطفال بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو أصولهم الاجتماعية. يقوم النظام التعليمي بتعزيز فرص الحصول على تعليم عالي الجودة لجميع الأطفال.✅ حوار وتفاعل يُعزَز الآن التفاعل بين البالغين والأطفال ويُعتبر الحوار مهمًا في تعزيز التفاهم وبناء الثقة وتوفير الدعم العاطفي والاجتماعي.
✅الرعاية الشاملة يركز النهج الحالي في التربية والرعاية على نواحٍ متعددة مثل الصحة والتغذية والرعاية النفسية والاجتماعية. يتطلب ذلك توفير بيئة آمنة وصحية وتحقيق حقوق الطفل في الرعاية الصحية والاستفادة من الخدمات الاجتماعية المتاحة.
✅تعزيز التعلم النشط يشجع نهج الحاضر الأطفال على المشاركة النشطة في تجارب التعلم ودعم بناء مهاراتهم من خلال اللعب والاكتشاف والتجربة الممتعة.
✅حماية الأطفال أصبحت حماية الأطفال من التمييز والعنف والاستغلال وحقوقهم في السلامة والأمان أمورًا حاسمة. يتم تعزيز الإجراءات القانونية والسياسات لحماية الأطفال والتصدي لأي انتهاكات حقوق الطفل.
أثرالبيئة على الأطفال
الملاحظ ان اغلب اطفال اليوم يعانون من التوحد بسبب ما يفرضه عليهم العالم المحيط بهم وهو مقيد باتباع ما يقدّم إليه، ما يحكم السيطرة على عقله ورغباته وطموحاته ويضعه في قالب ضيق.
هذا الطفل مركّب، يضيع الوقت في مجالسة مواقع التواصل في عوالم افتراضية، هو طفل مكيفات الهواء، يصيبه السعال إذا تنفس ذرة غبار، وتغريه النزهات في الأسواق التجارية المكيفة، ولا تكفيه التجارب البسيطة، وهو طفل اتكالي يعتقد أنه محور اهتمام هذا العالم.أمّا طفل الأمس فكان أشبه بعصفور حر، طفل طبيعي ينتمي إلى المحيط بشكل متناغم، يتسلّق الأشجار، يقفز عن السرير ثمّ يسقط، يلعب بالتراب وتتسخ ملابسه، يفكّر لوحده، ويرضيه نور الشمعة لتأدية واجباته، يعتمد على ذاته، ويتعلّم من المحيط، ويخرج إلى الشارع ولا يخاف، أو يفكر بوجبات الطعام السريعة، ويبتكر ألعابه بنفسه. أفقه بلا حدود...
الفرق بين الجلين
سنجد الفرق بين الجيلين ان الجيل الماضي أكثر سعادة من الحاضر من جميع النواحي ابتداء من الانسجام مع الأصدقاء والاهل والفرح بأبسط الأشياء .بعكس الجيل الحاضر على الرغم من توفر جميع مستلزمات الراحة
إلا ستجده غير مرتاح نفسيا بسبب تأثر البيئة من حوله وبسبب الانعزال شبه الكامل عن المجتمع من حوله والعكوف على الجوالات لساعات طويلة .
برامج الأطفال بين الماضي والحاضر
تغيرت الحياة بين الماضي والحاضر بشكل كبير، ورافق هذا التغيير تحوّل في طبيعة برامج الأطفال. ففي الماضي، كانت هذه البرامج تحمل رسائل تربوية غنية بالقيم الإنسانية، مثل الحب والجمال والتوعية، حيث شجعت الأطفال على الطاعة، السلوك الحسن، واحترام الآخرين. أما اليوم، فقد فقدت العديد من هذه البرامج تلك الرسائل النبيلة، لتحل محلها رسائل قاسية تفتقر إلى الحب والقيم الإيجابية.
لكن كيف تطورت الأفلام الكرتونية من الماضي إلى الحاضر؟ كانت هذه البرامج في الزمن الماضي بمثابة تربة خصبة لزرع القيم الحميدة والأفكار البناءة التي تسهم في تشكيل شخصية الطفل بشكل إيجابي. أما الآن، فقد أصبحت وسيلة لنقل أفكار سامة وسلبية، لا تتناسب مع احتياجات جميع الأطفال، بل أحيانًا تضر بعقولهم ونفسياتهم.
ويكمن الخطر الأكبر في انشغال الآباء والأمهات عن أطفالهم، إذ يغيب الوقت المخصص للجلوس معهم والاستماع إلى احتياجاتهم وأفكارهم. هذا الانشغال الدائم يدفع الأطفال للجوء إلى برامج الكرتون والألعاب الإلكترونية، بحثًا عن التسلية والإشباع العاطفي، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لهذه الوسائل.
كيف تؤثرثقافة الأسرةعلى الطفل؟
ثقافة الطفل ليست ثابتة. إنها تتغيروتتطور باستمرار. مع نمو الأطفال وتطورهم يتعرضون لأفكار وتجارب جديدة. هذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في ثقافتهم.يتبنى بعض الأطفال التغيير ويبحثون بنشاط عن تجارب جديدة.
بغض النظر عن موقفك من التغيير ، من المهم أن تتذكر أن كل طفل مختلف. سيكون لكل منهم منظور فريد خاص به حول العالم. الأمر متروك لنا كآباء ومعلمين لتزويدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها للازدهار في عالم دائم التغير.
الفرق بين تربية الاطفال في الحاضر والماضي
في الماضي ، كان يُنظر إلى الأطفال على أنهم ممتلكات لوالديهم أو أولياء أمورهم. كان من المتوقع أن يطيعهم دون سؤال ونادرًا ما يُمنحون أي حقوق. إذا عصوا ، فغالبًا ما يُعاقبون بشدة. نظرًا لأن الأطفال يُنظر إليهم على أنهم ممتلكات ، فيمكن شراؤهم أو بيعهم أو تداولهم مثل أي سلعة أخرى.في الوقت الحاضر، يُنظر إلى الأطفال على أنهم أفراد لهم حقوقهم الخاصة. إنهم محميون بموجب القانون من سوء المعاملة والاستغلال ، ويحق لهم الحصول على التعليم والضروريات الأساسية ، مثل الطعام والمأوى والملبس. بينما لا يزال يُتوقع من الأطفال احترام كبار السن ، لم يعد يُنظر إليهم على أنهم ممتلكات وبدلاً من ذلك يتم احترامهم كبشر.
ألعاب الأطفال بين الحاضر والماضي
الخاتمة
كان أطفال الماضي أكثر صخبًا وقلقًا بينما كان أطفال الحاضر أكثر تحفظًا وحذرًا. الفارق الأساسي بين أطفال الماضي وأطفال الحاضر هو مقدار الحرية التي تمتع بها أطفال الماضي مقارنة بأطفال الحاضر. يتمتع الأطفال في الوقت الحاضر بحرية أقل بسبب زيادة الإشراف من البالغين وزيادة استخدام التكنولوجيا.